اتصل بنا
حب الله ورسوله
18/06/1999

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخطبة الأولى

الحمد لله الودود الرحيم اللطيف بعباده، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

فقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾.

من هذه الآيات الكريمة نعلم أن الله سبحانه يحب المؤمنين، وأنه سبحانه أمرهم بأن يحبوه ويحبوا رسوله صلى الله عليه وسلم، وتوعد وهدد من يؤثر حب الأهل والمال والتجارة والمقام الطيب على حبه وحب رسوله، بعذاب لم يوضحه في الآية، دلالة على خطورته وشدته، ثم أخبرنا أن حب الله يعني اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما فعل وما ترك، وهي السنة والطريقة المحمدية في ممارسة الحياة بين عمران الدين وعمران الدنيا على أساس من الدين.

ولقد أكدت السنة هذا المعنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»، وهو تفسير لما في الآية الكريمة من إيثار حب الله ورسوله على حب الأهل والمال والتجارة ورغد الحياة.

وبعض الناس قد يردد في أقواله أنه يحب الله ورسوله ويحب الصالحين من عباده، ويقيم مشهدًا على ذلك بل يقيم مأتمًا على وفاته، وهذا سلوك باطل بنص القرآن والسنة، وصدق الله ورسوله فقد قال سبحانه: ﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾. والاتباع أن نعمل بما عمل به الرسول، وترك ما تركه، ولا تهمل شيئًا مما جاء به، وهذه هي حقيقة الحب لو فقه الناس ما يسري في كيانهم من العواطف والأحاسيس، يحب الرجل ولده، فيسارع إلى تلبية حاجاته، ويتمزق قلبه حزنًا إن كان معسرًا لا يستطيع الوفاء بحاجته، ويحب زوجته ويستجيب لعاطفتها حتى ولو أمرته بخطأ غير جائز، ثم يدعي هذا الإنسان أنه يحب الله ورسوله ويخالف ما أمراه به ونهياه عنه، أليس هذا هو الكذب المفضوح؟ إن الشرط الأساسي لصدق دعوى الإنسان أنه يحب الله ورسوله؛ أن يعمل على مقتضى أمرهما ونهيهما، والشرط الثاني أن تكون نيته وعقد قلبه عند العمل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرع، هي القناعة المطلقة المجردة عن أي غرض سوى الله ورسوله، فالاستجابة لأمره دون أي اعتراض من النفس ولا حرج في الصدر، ودون بحث عن حكمة العمل حتى يوفقه الله لعلمها بدوام الطاعة.

ومن المؤسف والمحزن أن نرى أتباع المذاهب الإلحادية كالشيوعية وأمثالها يحبون زعماءهم وكبراءهم، ويعبرون عن هذا الحب باتباع تعاليم أحزابهم وتنفيذ الأوامر الصادرة مهما تعرضوا للخطر أو للموت، ثم نرى ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ والذين أحبهم الله فجعلهم من أمة أحب رسله إليه وأرفعهم ذكرًا وقدرًا، نراهم يكذبون في دعواهم حب الله ورسوله، فيقولون بأفواههم ما لا يفعلونه بقلوبهم ولا بجوارحهم.

أيها المسلمون: اتقوا الله في دينكم وعودوا إلى الصواب واصدقوا مع الله ورسوله في الحب، وأقيموا الدليل على حبكم باتباع السنة كلها، وإحياء ما أميت منها، وعلموا أولادكم هذه المعاني، حتى يعاجلكم الله بثمرات حبكم ويرفع البلاء عنا وعنكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خاتم المرسلين وإمام المتقين، وبعد:

فقد أكد رسول صلى الله عليه وسلم أن حب الله ورسوله مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيمان، فقال فيما أخرجه مسلم عن أنس: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» وهذا تفسير لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾.

والإيمان قول وعمل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ودليل الحب الاتباع، والاتباع لا يكون إلا بالعمل بالسنة وهجر البدعة، ثم الدعوة إلى الحق ونصرة الدين، كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا كما حرفه المبتدعون.

فاتقوا الله يجعل لكم من أمركم يسرًا، ويجعل لكم مخرجًا من كل ضيق، ويجعل لكم نورًا تفرقون به بين الحق والباطل.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كثيرًا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، اللهم أعز المسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم عليك بأعداء الدين، فإنهم لا يعجزونك يا قادر يا قوي يا عزيز.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما فيه خير رعاياهم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وقوموا إلى صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله.

Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
online free course
download huawei firmware
Download Nulled WordPress Themes
online free course