اتصل بنا
قصة يوسف عليه السلام.. عبر وفوائد
04/10/2003

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخطبة الأولى

الحمد لله القائل: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، أما بعد:

فقد امتن الله على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمعجزة الكبرى وهي القرآن الكريم الذي حوى منهج الحياة على الأرض من أحكام مبينة وأخلاق وفضائل مزينة تذكر استقلالًا تارة وتنساب بين قصصه تارة أخرى بألوان بيانية متعددة تدهش العقل الصحيح وتنميه وتربي النفس وتزكيها، وقد حظي القصص بالقسط الأوفر منها، إذ غلب عليه مكارم الأخلاق في ثياب العظات والعبر ذات الطابع التوجيهي التربوي والإرشادي المهذب ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.

 

أيها الإخوة: إن القصة القرآنية تمد الفرد والجماعة بالقيم الأخلاقية الإسلامية الصادقة وتسهم بإيجابية في غرس هذه القيم في نفوسهم وهي إحدى وسائل التربية التي يميل إليها النشء وإذا وضعت في قالب عاطفي مؤثر، عندها يميل إلى الخير وينفذه، ويمتعض من الشر فيبتعد عنه.

والقصص الذي تضمنه القرآن قصص واقعي جاء به القرآن للتربية وهو يشتمل على كل أنواع التعبير الفني ومشخصاته من حوار إلى سرد إلى إحياء للشخص إلى دقة في رسم الملامح إلى اختيار دقيق للخطة الحاسمة في القصة، ونتيجة لما للقصص من دور خطير في التوجيه الخفي ألحَّ علماء التربية على حسن اختيار ما يعرض أو يقدم للناشئة من قصص حتى لا ينقلب عاملًا سيء الأثر من تربيتهم وتكوينهم الفكري والخلقي وهم لم يبلغوا درجة من النضج تؤهلهم للتمييز وتمكنهم من الحكم الصحيح على المواقف والتصرفات.

كان ليعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام اثنا عشر ولدًا ذكرًا وهم المعرفون بالأسباط، منهم يوسف وبنيامين، وقد ولدوا جميعًا في فلدان آرام في مملكة بابل بالعراق، إلا بنيامين فإنه ولد في أرض كنعان بفلسطين، وكان يوسف جميل الصورة والوجه الحسن يخصه أبوه بمحبة خاصة كانت سببًا في حقد إخوته عليه وسببًا في محنته. ولما كان يوسف في سن السابعة عشرة رأى في منامه أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر سجدوا له، فطلب الوالد من ابنه ألا يخبر إخوته بهذه الرؤيا التي سُرَّ بها يعقوب سرورًا عظيمًا. اغتاظ أولاد يعقوب من إيثار أبيهم ليوسف فتآمروا فيما بينهم على أن يقتلوه أو يلقوه في أرض بعيدة وهكذا تبدأ القصة…

والقصة في عصرنا الحاضر من أقوى أجهزة التأثير في قيادة الجماعات البشرية، فلا عجب أن تكون القصة في القرآن ركيزة قوية من ركائز الدعوة الإسلامية عن طريق الاقتناع العقلي والاطمئنان القلبي فيما تدعو إليه من الإيمان بالله وكتبه ورسوله واليوم الآخر، وفي هذه الخطبة سنتناول إن شاء الله قصة يوسف عليه السلام كما نوهت عنها السورة.

ابتدأت القصة من الأسرة ذات البيت الواحد والأب الواحد، والأسرة آية صلاح المجتمع أو فساده، بدأت القصة بالرؤيا، رؤيا يوسف عليه السلام وإذا كانت السورة الكريمة لا تحدثنا بادئ ذي بدء عن حب يعقوب ليوسف عليهما السلام، إلا أن قول الأب لابنه: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ إشارة لهذا الحب، ولا عجب أن يستشف يعقوب النبي عليه السلام بعض العلم، وتلك منة من الله يمن بها على من يشاء من عباده، ولقد دفع يعقوب عليه السلام ثمن هذا الحب الذي لم يستطع أن يخفيه عن الآخرين، دفعه لوعة ألم وسقم جسد ومرارة فراق، وتلك قضية لازالت أُسرٌ كثيرة تجني من آثارها البغضاء والحقد والغل. أشارت السورة إلى ظاهرة الكيد والحسد التي قد تلحق بالأخوة في الدنيا: ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فيبدأ عنصر المنافسة ويقول الإخوة وقد رأوا من أبيهم ما لا تطيب به نفوسهم ويتشاور الأخوة فيما بينهم، وجُلهم يرى قتله حتى يخلو لهم وجه أبيهم، ولا يشاركهم أحد في حبه وعاطفته، ويرى واحد منهم غير هذا الرأي، فليس القتل من الأمور السهلة المتقبلة، ولكن ليلقوه في غيابة الجب، ولكن كيف يمكنهم ذلك والأب لا يقوى على مفارقة ابنه؟ ويظهر أنهم أدركوا أن يوسف عليه السلام أحب إليه من أخيه فهم يريدونه إذن ويحتالون ليقنعوا أباهم أن يخرجوا ومعهم يوسف ليرتع ويلعب وهم له ناصحون حافظون وتهيمن على الأب مشاعر الخوف ﴿أَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ولكن لابد لأمر الله أن يتم، وهنا لابد أن نقف نستوحي من الآيات درسًا تربويًا يتعلق بشؤون الأسرة ترشد إليه الآيات الكريمة، إن أخوة يوسف عليه السلام فعلوا ذلك لما رأوه من معاملة أبيهم وتفضيله يوسف عليه السلام عليهم وهي من القضايا التي تغرس في الأسرة البغض والكراهية وتقطيع الأواصر، وما نظن إلا أن الآيات الكريمة كانت تهدف لتقرير هذه الحقيقة وهي تعليم الآباء أن لا يُشعروا الأبناء بتفضيل أحد على أحد ونجد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذه القضية في أحاديثه وأحكامه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: “أن أباه وهبه بستانًا وأن أمه أعجبها أن يشهد النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك فأخذه أبوه وقال يا رسول الله إني نحلت ابني هذا بستانًا وإن أمه أعجبها أن نشهدك على ذلك، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «ألك غيره؟» قال نعم، قال: «وأعطيتهم كلهم مثل ما أعطيته؟» قال: لا. فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: «أرجعه، فإني لا أشهد على جور»، ثم يقول: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»، كما تبين الآيات من سورة يوسف تلك المكائد والخدع التي قد يلجأ إليها المتحاسدون وأنه على المؤمن أن يكون واعيًا لمثل هذه الأساليب الملتوية، يؤكد ذلك موقف الإخوة من يوسف وادعائهم أن الذئب أكله وأنهم ظلوا يتحينون وقت العشاء ليخفوا مزاعمهم الكاذبة على وجوههم وأنهم يبكون وكأن البكاءَ أمر لا يدل على ما في النفس وقد يكون متصنعًا يراد به أمر آخر.

في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ ظاهر هذه الآية قد يفهم منه أن يوسف عليه السلام همَّ بأن يفعل مع تلك المرأة مثل ما همت هي به، ولكن القرآن العظيم بيَّن براءته من الوقوع فيما لا ينبغي حيث بيّن شهادة كل من له تعلق بالمسألة ببراءته، وشهادة الله له بذلك، واعتراف إبليس به، أما الذين لهم تعلق بتلك الواقعة فهم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود.

أما جزم يوسف بأنه بريء من تلك المعصية فذكره الله تعالى في قوله: ﴿هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي﴾ وقوله: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ أما اعتراف المرأة بذلك ففي قولها للنسوة: ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وقولها: ﴿الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وأما اعتراف زوج المرأة ففي قوله: ﴿قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ . يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ.

وأما اعتراف الشهود بذلك ففي قوله: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾.

وأما شهادة الله جل وعلا ببراءته ففي قوله: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾.

أما إقرار إبليس بطهارة يوسف عليه السلام ونزاهته ففي قوله تعالى: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فأقر بأنه كان يمكنه إغواء المخلصين، ولا شك أن يوسف عليه السلام من المخلصين، كما صرح تعالى به في قوله: ﴿إنه من عبادنا المخلصين﴾ فظهرت دلالة القرآن من جهات متعددة على براءته مما لا ينبغي.

وفي قوله تعالى: ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ هذه الآية الكريمة إذا ضمّن لها آية أخرى من قوله تعالى: ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾ وغيرها حصل بذلك بيان أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان؛ لأن الله يقول: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا فالكيد الذي وصفت به امرأة العزيز وصاحباتها هو كيد يعهد في المرأة ولا ينسب إلى غيرها، أو هو كيدهن الذي يتّسِمنَ به ويصدر عن خلائقهن وطبائعهن، وفي الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أمر أبا بكر أن يصلي في الناس فأخبرته عائشة رضي الله عنهما برقته وعدم استطاعته تحمل الموقف، قال عليه الصلاة والسلام لعائشة: «مه إنكن لأنتن صواحب يوسف»، فمكر النساء باستنزال أزواجهن على أمرهن وتذليلهم، فحاجتهن بالمراوغة والمراجعة والدموع واستدرار العطف والشفقة في غير موضعها هذا والله أعلم بالفتن التي تفسد الدنيا والدين. يقول ابن تيمية رحمه الله: لقد عهد الناس خلقًا من الناس تغلبهم نساؤهم من نساء التتر وغيرهم مع كون الرجال فيهم غيرة، فكيف مع ضعف الغيرة؟ وهذا المكر الأنثوي بفتنة الرجال عن مقاصدهم السامية ومهامهم العظيمة في هذه الحياة هو ما حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: «إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أولَ فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطة الثانية

الحمد لله وحده، معز من أطاعه ومذل من عصاه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

لقد كانت قصة يوسف عليه السلام ملأى بالعبر والعظات والفوائد، فبالإضافة لما سبق يستفاد من القصة خلق الصبر الذي تحلى به يوسف وذكر في القرآن في نيف وسبعين موضعًا، وقد رتب الله عليه خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة وجعل جزاءه مفتوحًا غير مقيد بحدود ومن مآثر صبر يوسف أنه انتقل من كونه عبدًا أسيرًا إلى أن تبوأ عرش مصر فصار وزيرًا ثم ملكًا عظيمًا، وقد حمد يوسف ربه حينما التقى أبويه وحولهما أحد عشر من إخوته والجميع يسجدون له سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة، فيرفع يديه إلى السماء شاكرًا أنعمه ذاكرًا فضله، ونرى في قصة يوسف فضيلة الإحسان في الخلق والعمل، كذلك نلحظ من القصة أن ما أراده الله تعالى هو أن يكون في خبر يوسف درسٌ لأولئك الذين تتوافر لهم ظروف الشهوة ولكنهم مع ذلك يأبون ويمتنعون ولذلك كان من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، كما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه: «شاب دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله».

في القصة إشارة إلى أن المؤمن قادر على أن يستغل كل مكان لإعلان الدعوة إلى الله تعالى، فيوسف عليه السلام حوّل السجن إلى منبر للدعوة إلى الله تعالى.

وفي القصة إشارة إلى أن المؤمن يجب أن يراعي حقوق الله عز وجل وتقواه والخشية منه في كل زمان ومكان، فإذا كان يوسف قد رأى برهان ربه سواء أكان البرهان صورة أبيه أم غير ذلك، فالمؤمن ينبغي أن يرى برهان ربه في الومضات الإيمانية التي تَشعُّ في نفسه وقلبه وبين جوانحه، ونوجه هنا رسالة إيمانية خالصة إلى أبنائنا المغتربين الذين قد يتعرضون لسائر أنواع الإغراءات، فعليهم أن يتمسكوا بالبرهان الرباني العظيم الذي يعصمهم من شياطين الإنس والجن على السواء.

في السورة إشارة إلى أن كثرة اختلاط الخدم بأهل البيت يوقع في المعصية وينطبق هذا القول على غير المحارم أيضًا، فكثرة تردد ابن العم أو ابن الخال أو غيرهم يؤدي إلى الفواحش وغيرها من ألوان الإثم.

في الآيات إشارة إلى ضرورة أن يتسامح المؤمن مع أخيه المؤمن وأن يعفو عمن ظلمه، فهذا ما فعله يوسف بإخوته حين تسلم منصبه في مصر، وقال لإخوته: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

وفيه إشارة إلى ظاهرة الحسد بعامة وأن على الإنسان أن يبعد عن نفسه ما قد يؤدي إلى حسده، فلا يتفاخر أو يتظاهر؛ بل يستعين على قضاء حوائجه بالكتمان، فلا شك أن هناك أناسًا حاسدين لغيرهم يضرونهم بحسدهم، فيعقوب عليه السلام أمر أولاده ألّا يدخلوا من باب واحد فيكونوا عرضة للأذى والحسد، وأن يدخلوا من أبواب متفرقة مع الإشارة أن ظاهرة الحسد والغل تنزع من قلوب الصالحين.

وفيه بيان معاملة أهل مكة لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وهي تسلية لجانب الرسول كما فعل أخوة يوسف بيوسف عليه السلام، وفي هذا الموقف إشارة إلى أن على الداعية أن يتحلى بالصبر وأن كلمة الله هي العليا في نهاية المطاف.

 

هذا وصلوا على نبيكم نبي الرحمة والهدى فقد أمركم بذلك المولى جل وعلا فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن صاحبته وآل بيته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اقمع أهل الشر والزيغ والفساد واجعلنا من عبادك الصالحين، وبارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان واجعلنا من صوامه وقوامه، اللهم قنا الربا والزنا والزلازل والمحن وسائر الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم انصر عبادك وأولياءك.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروه يذكركم واشكروه على آلائه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
lynda course free download
download intex firmware
Premium WordPress Themes Download
free download udemy course