كشفت دراسة حديثة أن 56% من المعلمين لا يشجعون طلاب المدارس على طرح ومناقشة القضايا الأمنية التي تهمهم، وأن 50% من المعلمين أنفسهم غير مقتنعين بأهمية التوعية الأمنية.
جاء ذلك في الدراسة التي أعدها أستاذ أصول التربية المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله السكران خلال ورقته في ندوة المجتمع والأمن في دورتها السادسة “التوعية الأمنية في مناهج التعليم العام” التي بدأت في الرياض الأحد الماضي وتختتم أعمالها اليوم بفندق الإنتركونتننتال بالرياض.
وبيّن السكران في دراسته أن 38% من المعلمين لم تؤكد عليهم الإدارة المدرسية تقديم التوعية الأمنية للطلاب، واعتبر الأفراد الذين شملتهم الدراسة أن من أهم أسباب معوقات تقديم التوعية الأمنية للطلاب عدم خضوعهم للدورات الأمنية، وجاءت نسبة موافقة المعلمين على هذا العائق بنسبة 70%.
وأرجع 60% منهم ذلك إلى عدم وجود خطة واضحة للتوعية في المدارس، فيما أرجعها 65% من المعلمين إلى زيادة نصاب المعلم وعدم إدراج التوعية الأمنية في المقررات، وأبدى 25% من المعلمين رفضهم استخدام المسرح المدرسي والإذاعة وصحف الحائط في التوعية الأمنية، بينما رفض 11% منهم توعية الطلاب بأوقات المناسبات والفعاليات الأمنية.
من ناحية أخرى كشفت دراسة قدمتها المشرفة التربوية في وزارة التربية والتعليم إيمان العبداللطيف، وطبقتها على 38 مدرسة من مدارس البنات بالرياض أن 43 % من فنيّات المعامل في مدارس البنات ينقصهن الوعي الأمني، بينما ينخفض الوعي إلى 50% في المدارس المستأجرة.
وسجلت الدراسة انخفاضًا كبيرًا في وسائل الأمن والسلامة في مدارس البنات، حيث تخلو 52% من مدارس البنات من مخارج الطوارئ بينما تخلو 68% من مدارس البنات بالرياض من كاشف الغاز. وأوضحت الدراسة انخفاض وعي البنات الأمني إلى 19% كما تنخفض معرفة الطالبات والمعلمات باستخدام وسائل السلامة.
وأظهرت دراسة قدمها أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي المساعد بقسم التربية بجامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز الدويش أن أبرز المعوقات التي تمنع مديري المدارس من تطبيق التوعية الأمنية في مدارسهم كثرة الأعباء الإدارية وعدم وجود كادر إداري كاف.
وأوضحت دراسة أخرى أعدها الأستاذ المساعد بالإدارة التربوية في جامعة الخرج الدكتور مبارك القحطاني والتي طبقها على 150 مشرفاً في الخرج أن 66% منهم لم يحصلوا على دورات تدريبية، وأشارت إلى ضعف التطبيق الواقعي لمعايير دور الإدارة الإستراتيجية للمدرسة في التوعية الأمنية.
وحمل الدكتور سليمان القرعاوي من جامعة الملك فيصل أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية مسؤولية التوعية الأمنية بين الشباب الجامعي التي تعد بمثابة الحصن الحصين لهم ضد التيارات الفكرية والثقافية المضادة للثقافة الإسلامية.
وطالب العقيد الدكتور عبدالكريم المجيدلي وزارة التربية والتعليم بزيادة حصص التربية البدنية لطلاب التعليم العام، مؤكدًا أهميتها للطلاب من الناحية الفكرية والعملية.
في المداخلات، أكد الباحث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور معن العمر أن المعلم أكثر تأثيرًا على الطالب لأنه يشكل لبنات فكره الأولى، وحذر من قلة الوعي للمعلم لأنها تكون كارثة في حق الطالب.
ودعا اللواء الدكتور إبراهيم العتيبي إلى ضرورة أن يعمل الطلاب في المدارس متطوعين مع الجهات الأمنية، وأن يلقي رجال الأمن محاضرات تعريفية عن الأمن في المدارس وما يتطلبه في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن هذه التجربة حظيت بتقدير الطلبة في عام 1408 وقدموا خلالها أكثر من3000 ورقة ومقترح وسؤال.
وفي تصريح خاص إلى “الوطن” طالب الدكتور سعد الرمثي بضرورة أن ترتقي أسابيع المرور وما يقدم من وزارة التربية والتعليم إلى المستوى المأمول وأن تحاكي عقول الطلبة وعواطفهم، مؤكدًا أن وجود جماعة للمرور في المدارس أصبح مطلبا لحصر الطلاب الذين لهم تجاوزات مرورية وضمهم في هذه الجماعة لمعرفة أسباب مخالفاتهم وأخطائهم.
من جهة أخرى كرم المدير العام لكلية الملك فهد الأمنية اللواء الدكتور فهد الشعلان رئيس مجلس إدارة خبراء التربية عبدالله القحطاني لدعمه فعاليات “ندوة المجتمع والأمن” وتفاعله كشريك نجاح فيها.