عقد أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والفقهاء المشاركون في مؤتمر إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي الذي نظمه المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي جلسة المؤتمر الأولى اليوم في مقر الرابطة بمكة المكرمة، وذلك برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وحضور الشيخ الدكتور عبدالله التركي الأمين العام للرابطة، والشيخ صالح البقمي الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي.
وناقش العلماء والفقهاء في الجلسة خمسة بحوث في ضوء الموضوع المحدد للجلسة وهو: (تفسير الآيات الكريمة ذات الصلة ودلالاتها وأحاديث رؤية الهلال رواية ودراية ودلالاتها).
وشارك في عرض البحوث المعدة للجلسة الأولى كل من الشيخ أحمد المرابط موسى مفتي جمهورية موريتانيا، والدكتور سليمان القرعاوي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء، والدكتور عبدالله بن وكيل الشيخ عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور محمود شرف القضاة الأستاذ في الجامعة الأردنية بينما تولى الدكتور عثمان بن إبراهيم المرشد مهمة مقرر الجلسة.
وعرض أصحاب الفضيلة الباحثون خلال الجلسة تعريف الشهر وتعريف الحساب الفلكي في اللغة والاصطلاح، مع بيان حقيقة الشهر القمري عند علماء الشرع والحساب الفلكي، وأبرزوا العلاقة بين الشهور القمرية والأحكام الشرعية، وتوقفوا عند معاني الآيات القرآنية والأحاديث ذات الصلة بالموضوع، وتذاكروا في تفسيرها، مستعرضين في الوقت نفسه مذاهب علماء الشريعة الإسلامية في إثبات الشهور القمرية بالحساب الفلكي.
وناقش المشاركون في الجلسة مسائل عديدة ترتبط بالشهور القمرية، وما يترتب على ذلك من أحكام متعلقة بها، وهي معرفة بدء صوم شهر رمضان، وذلك بتحري هلال شهر رمضان ليلة الثلاثين من شهر شعبان، فإن ثبتت الرؤية بدأ الصوم، وإن لم تثبت أكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يومًا ومعرفة نهاية صوم شهر رمضان وذلك بتحري هلال شهر ليلة الثلاثين من شهر رمضان، فإن ثبتت الرؤية انتهى الصوم، وإن لم تثبت أكمل المسلمون عدة رمضان ثلاثين يومًا ومعرفة بداية أشهر الحج، وخصوصًا شهر ذي الحجة، وذلك لتحديد يوم عرفة، التي يعد الوقوف بها أعظم ركن من أركان الحج، ولمعرفة يوم عيد الأضحى كذلك ومعرفة الأشهر الحرام، التي حرم الله فيها القتال، والمراد بها، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
كما تمت مناقشة موضوع العدة بالشهور: إذا لم تكن المرأة التي وجبت عليها العدة ذات أقراء بأن كانت يائسة، فإنها تعتد بالشهور، لقول الله تعالى: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ﴾ والمتوفى عنها زوجها إذا كانت غير حامل تكون عدتها بالشهور، لقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ وموضوع سداد الديون، وأداء النفقات المرتبطة بحلول الأشهر القمرية.