اتصل بنا
إستراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في الخارج لرسم آفاق العمل المستقبلية
12/06/2015

للمملكة بصمات واضحة على مر السنين في خدمة الإسلام والمسلمين، وجهود كبيرة في شتى أنحاء العالم لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، وتتنوع الأعمال الإنسانية والإغاثية والدعوية والمالية التي قدمتها المملكة باعتبارها رائدة العمل الإسلامي.

وفي السنوات الأخيرة أصاب العمل الإسلامي السعودي في الخارج فتور وضعف أثر على مسيرة الدعوة الإسلامية الصحيحة.

وكانت «الجزيرة» قد طرحت رؤيتها حول وضع إستراتيجية جديدة للعمل الإسلامي السعودي في الخارج بدءًا من هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للنهوض به، والارتقاء والتطوير لما تمثله المملكة من خصوصية دينية وسياسية تنفرد بها عن بقية دول العالم.

تفاعلًا مع ما طرحته «الجزيرة» تحدث مجموعة من أصحاب الفضيلة الأكاديميين ممن لهم إسهامات في مسيرة العمل الإسلامي في داخل المملكة وخارجها، وقدموا تصورات ورؤى وأفكار للعمل الإسلامي السعودي في خارج المملكة.. وفيما يلي أحاديثهم.

 

التعليم أولًا  

بدايةً يؤكد أ.د. إبراهيم بن محمد قاسم الميمن وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية أن المملكة العربية السعودية تمثل مركز الثقل في العالم الإسلامي، ومنها انطلق الخير إلى أنحاء العالم كافة، كيف لا وهي مهبط الوحي، ومأرز الإيمان، ومبدأ الرسالة، ومتطلع الناس، هي في العالم غرة الجبين، ودرة الزمان والمكان، حباها الله من الخصائص والميزات ما جعل العالم الإسلامي والمسلمون في العالم يتطلعون إليها، وينتظرون منها الكثير، ويكفي أنها البلد الوحيد في العالم الذي يتجه المسلمون إلى الكعبة فيها أكثر من خمس مرات في اليوم، ولذا لا عجب أن يكون ولاة أمر هذه البلاد وقادتها وعلماؤها هم القدوة والمثل الأعلى في كل عمل إسلامي، وفي مواطن الفتن، وأيام الأزمات والمحن التي يقدرها الله لحكم لا يمكننا الإحاطة بها، أو العلم بكثير منها يظهر للناس ما هو جزء من حكمة الله، فيوم أن تصدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- لموقف البطولة 

والإباء، والنخوة والإخاء، والنصرة والوفاء لجيران أعزاء، وأشقاء تجمعنا بهم أواصر الدم والقربى، وقبل ذلك العقيدة والدين، أظهر هذا الموقف مكانة هذه الدولة في المنظومة الدولية وما ينتظره الجميع منها، وتأثير القرارات التي يتخذها ولاة الأمر فيها لتتمخض عن إجماع دولي على التأييد والمؤازرة على ما تم من مواقف، وهذا ولاشك من توفيق الله وتسديده لولاة أمرها، ثم لما أشرنا إليه من دورها وتأثيرها في العالم الإسلامي بل في العالم أجمع، وذلك تحقيقاً لمبدأ التضامن الإسلامي، وانطلاقاً من مبادئ الأخوة والوحدة والاجتماع الذي هو سمة المجتمعات الإسلامية أخذاً بالتوجيه القرآني ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وهذا الدور العظيم قَدَرُ المملكة العربية السعودية، وإنجاز رجالاتها المخلصين في كل وقت، منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الذي ضرب أروع الأمثلة في قوة هذا العمل وتنوعه وإسهامه في تحقيق المقاصد الكبرى، وأمضى حياته

-رحمه الله- مكافحاً ومنافحاً عن قضايا المسلمين، مجسدًا القدوة في ذلك، مقدماً قدرات المملكة وإمكاناتها لخدمة هذا المقصد العظيم، وسار على هذا النهج أبناؤه البررة حتى هذا العهد الميمون المبارك، عهد سلمان الوفاء والتأريخ، والرؤية الرشيدة والنظرة الثاقبة فكانت في عهده الممتد -بإذن الله- منجزات عظمى لا تقاس بمقاييس الزمن، ولذا تحركت المشاعر والهمم إلى تحقيق المثالية في العمل الإسلامي في منظومة الدول العربية والإسلامية وفي بيئة الأقليات الإسلامية، وفي هذا الإطار لا شك أن الاهتمام بالتعليم وتعلم لغة الإسلام والقرآن يأتي في مقدمة الإسهامات المميزة، والمؤثرة، كونها تستهدف الشباب في مرحلة مهمة، وتأثيرها أعمق، وإيصالها للرسالة الإسلامية أوضح، وهذا ما درجت عليه المملكة سواء من خلال الجامعات التي تستقطب أعداداً جيدة من المنح في الجامعات السعودية وعلى الأخص جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى وغيرها، أو من خلال الجامعات والمعاهد التي تتبع الجامعات السعودية أو التي تسهم فيها الجامعات السعودية، وتعد ثمرة من ثمار دعم القيادة للعمل الإسلامي في الخارج، ويذكر في هذا فروع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كل من إندونيسيا وجيبوتي واليابان، والتعاون مع الجامعات في ماليزيا، وباكستان، ونيجيريا، وروسيا وغيرها، وهي صيغ لامتداد العمل الإسلامي، والإسهام بما يخدم الدعوة الإسلامية، والعمل الإغاثي، بل وما يطور تلكم البلاد الإسلامية، من خلال الكوادر المتميزة التي تخرجت في هذه المحاضن العلمية، وأسهمت ليس على مستوى المؤسسات التعليمية، بل في مجالات مختلفة من خلال مواقع قيادية، كانت عوناً على تعزيز العلاقات، وتطوير العمل الإسلامي، والحق أن هذا جانب مهم من إسهام مملكة الخير والعطاء والمنتظر أكبر من ذلك.

 

رؤى وأفكار

وقدم الدكتور الميمن بعض الرؤى والأفكار التطويرية التي يمكن أن تساهم في رفع مستوى العمل الدعوي في الخارج ودفع بعض المخاطر التي تعترضه:

  1. تفعيل دور المنح التعليمية عبر المؤسسات التعليمية السعودية من حيث زيادة أعداد الطلاب المقبولين ورفع مستوى مخرجات هذه المنح عبر تقديم برامج وفعاليات تساهم في إعدادهم الإعداد الأمثل، والاهتمام بخريجي هذه المؤسسات لتفعيل دورهم في الدعوة إلى الله بعد عودتهم إلى بلدانهم.
  2. توسيع نطاق المؤسسات التعليمية التابعة للجامعات أو التي تساهم فيها الجامعات في الخارج لتكوين قاعدة مؤسسية دائمة تساهم في نشر العلم وتأصيل الدعاة في البلدان المختلفة.
  3. الاستفادة من كل ما أتيح من وسائل حديثة، ومن مستجدات العصر في الدعوة إلى الله؛ كالقنوات الفضائية، وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وكل ما يُستجد من وسائل وتقنيات حديثة التي تساهم في الانتشار وتسهل أعمال المتابعة والمراقبة لكل ما يطرح في المجال الدعوي.
  4. تكوين قاعدة بيانات دعوية تضم معلومات وافية عن الدعاة والفعاليات الدعوية يمكن الاستفادة منها في مجالات التطوير والمتابعة، وتسهل أعمال المؤسسات الدعوية، وتساهم في تنقية العمل الدعوي من الشوائب التي تتعلق بعمل الدعاة أو بالمناشط التي تقام في أنحاء مختلفة من العالم تتمايز فيها الإشكالات والقوانين.
  5. أخذ زمام المبادرة في القضايا المتعلقة بعلاقة العمل الدعوي بمختلف أشكاله بالأنشطة الإرهابية والأمنية التي تقع في مختلف أنحاء العالم، بحيث يتم قطع الطريق على كل من يحاول استخدام العمل الدعوي كغطاء لنشر أو تبرير أعمال العنف والإرهاب، وذلك عن طريق وضع ضوابط تتعلق بالمشاركين في العمل الدعوي ونوعية الفعاليات والأنشطة التي تقام في مختلف البلدان، وتفعيل دور العمل الدعوي في محاربة مثل هذه التوجهات الإرهابية وتسليط الضوء إعلامياً على هذا الدور.
  6. إجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالقوانين والأنظمة في البلدان التي تقام فيها الأنشطة الدعوية بدقة لتجنب أي إشكالات وتبديد الهواجس المتعلقة بالأنشطة والفعاليات الدعوية وتقديم أكبر قدر ممكن من التعاون والتواصل مع السلطات الرسمية في البلدان التي تحتضن هذه الأنشطة.

واختتم د. الميمن القول: إن تلك وغيرها أهم الرؤى التي يفرضها النظر إلى الواقع، واستشراف تطويره، والآمال معلقة -بعد الله- على الرجل الهمام، والملك الموفق، أن يضع بصماته على هذه المنجزات لتكون مملكة العطاء الإنسانية قائدة لكل عمل إسلامي، حامية لدين الله، قائمة بواجبها في هذا الاتجاه، كما هو قدرها وحق مليكنا علينا أن نمحض له الدعاء أن يجعله الله من أنصار دينه، وحماة شريعته، وأن يوفقه ويسدده، ويشد عضده بنائبيه، وأن يكلل الجهود بالنجاح والتوفيق.

 

مؤثرات حاقدة

ويؤكد د. سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء أن الضمور الذي أصاب العمل الإسلامي السعودي في الخارج فهو نتيجة وجود بعض المؤثرات في تلك الدولة على المهتمين من السعوديين وما صاحب ذلك من مؤثرات إعلامية حاقدة ضد أي نشاط سعودي وأنا أتوخى من الدولة -حفظها الله- ألّا تنظر إلى هذه السموم في سبيل وقف العمل الإسلامي، وأعتقد أن الدولة بإمكاناتها كافة تسخر كل ما من شأنه الارتقاء بالعمل الإسلامي سواء أكان العمل على شكل أفراد أم مؤسسات كل ذلك ينصب في العمل الإسلامي البعيد عن الحزبية، وقد سرني كثيرًا ما يتمتع به العمل الإسلامي السعودي من بعده عن الذاتية نالت إعجاب غير المسلمين بالمملكة وهذا ما دفع الغير للدخول في الإسلام والعمل المتوقع من الدولة كبير وعظيم إذا ما نظرنا لاتساع رقعة العالم، فالمطلوب منها الكثير والكثير، فالطلبة المبتعثون هم سفراء الدولة، والسياح السعوديون سفراء، والموظفون في السفارات والملحقيات والمكاتب سفراء، فعن طريقهم نصل لتوسيع العمل الإسلامي باسم الدولة وهذا يتطلب جهدًا مضنيًا من قبل الجهات المعنيّة في التوعية بأهمية ذلك فوسائل الإعلام هي منبر توعية وتثقيف لهؤلاء فالإسلام انتشر في القارة الإفريقية السوداء بحسن التعامل عن طريق التجار الهنود وبحمد الله يسافر من الدولة سنويًا قرابة مليونين فعن طريقهم نصل للمبتغى المنشود. 

 

تجلي الحقيقة

ويقول د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء بالرياض أن للمملكة دورًا رائدًا في العمل الإسلامي، في معظم دول العالم، وتمثل ذلك في إنشاء مدارس ومعاهد وأكاديميات، ومراكز إسلامية، كما كانت الدولة السعودية تدعم العمل الخيري والمؤسسي وتجري مكافآت للعاملين في مجال الدعوة والتعليم، كل ذلك وغيره كان قائماً، إلا أنه بعد أحداث سبتمبر، تقلص ذلك العمل وضمر، حتى كاد يختفي، هذا في الوقت الذي كانت فيه إيران تضاعف جهودها في تصدير ثورتها في كل أقطار العالم، ومن ثم أصبح أهل السنة، ولا سيما المملكة، في دائرة الاتهام بتغذية الإرهاب ونشره، وصدّقنا ذلك، فتخلينا عن معظم الأنشطة. ولكن.. العاقبة للتقوى، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين سلمان، تجلت الحقيقة، وانقلب السحر على الساحر، وانخنس المرجفون والمعوقون، فعادت الحياة للعمل الإسلامي، وبات صوت أهل السنة يجلجل، بل عادت الهيبة.

وهنا نتساءل ما السبيل للنهوض بالعمل الإسلامي في الخارج؟ وما خطوات تطويره والارتقاء به؟ أما كيف ننهض به؟ فيكون في استحضار أمرين:  

– استشعار المسؤولية ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ، ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ

– إدراك حجم التحديات التي تسعى لوأد العمل القائم على السنة ونصرة السنة وقمع الباطل، سواء من أعداء الإسلام، أو من أعداء السنة.

إننا عندما ندرك ذلك سننهض بكل قوانا للمنافسة على نشر الحق ونصرة المظلوم، وقمع الظلم وأهله كما قال الله تعالى:  ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، وحذرنا ربنا من التثاقل والتباطؤ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ، وإذن فالجهاد بالكلمة والمال مراد من كل قادر، أما خطوات التطوير فهي في نظري:

– تخصيص ميزانية للدعوة في الخارج تضاهي ما يخصصه المنصرون باسم دعم الكنائس والتبشير، ليتمكن الدعاة من أداء رسالتهم كما ينبغي في شتى ربوع المعمورة، حتى الأماكن النائية والوعرة أو الموحشة.

– التوسع في قبول طلاب المنح من الجنسيات كافة، ولو أمكن قبول عشرة آلاف طالب كل عام، لأصبح لدينا عشرات السفراء في كل دولة، يؤدون رسالة الإسلام ويجهرون بالحق وكلمة الحق لإنصاف الدولة السعودية والمجتمع السعودي عندما يستدعي الأمر ذلك، وما أكثر حالات التنازع والخلافات السياسية والفكرية، التي خضناها وعشناها وما زال الأمر كذلك، بل يزداد تأزمًا.

– ضرورة التعاون وتبادل الخبرات والتنسيق بين الدول السنية وشعوب أهل السنة في مجال العمل الخيري والدعوة إلى الله ونشر العلم.

– الاستفادة من الطلبة المبتعثين ومن مواهبهم في نشر الإسلام، وهذا يتطلب تنظيمًا دقيقًا تتولاه عدة وزارات من أهمها: الشؤون الإسلامية، والخارجية، والتعليم.

– أقترح إنشاء مجلس أعلى للشؤون الإسلامية، برئاسة سمو ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، فإن وجود مثل هذا المجلس مهم لتعزيز الدعوة في الخارج. وأختم بمشكاة النبوة «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة»

 

العمق الاستراتيجي 

ويوضّح د. صالح بن محمد السنيدي أستاذ التاريخ الأندلسي والدراسات العليا بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومدير المركز الثقافي الإسلامي بمدريد، والمركز الإسلامي الثقافي الأندلسي بملقة بأسبانيا سابقًا، والحاصل على جائزة الملك سلمان للترجمة في بحوث الجزيرة: لقد كان عهد الملك فهد -رحمه الله- عهد خير وازدهار على الإسلام والمسلمين خارج حدود المملكة، لإدراكه أن العمق الاستراتيجي الحقيقي لنا في هذه البلاد هم المسلمون في شتى بقاعهم وألوانهم وأجناسهم، هؤلاء الذين يولُّون وجوهم شطر مكة المكرمة ـ التي نوليها كل عناية واهتمام -خمس مرَّات في اليوم والليلة، لا شكّ أنهم مدينون لنا بالوفاء والعرفان، وهذا ما رأيناه يتحقق مع عاصفة الحزم في عهد خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- عندما هبَّ المسلمون في كل مكان، مؤيدين ومباركين قراره الحكيم لصدّ عدوان الحوثي ومن وراءه على بلاد الحرمين.

لقد كان انشغال المملكة عن الهمّ الإسلامي في الخارج بعد وفاة الملك فهد -رحمه الله، خسارة لهذا الرصيد من الودّ وانكماش لهذا التمدد الدعوي بين المسلمين، وهو ما استغله خصومنا خاصة إيران التي أخذت تملأ الفراغات التي تركناها وتخطب ودّ المسلمين في أفريقيا وآسيا ونجحت في جذب الكثيرين.

وفي هذا العهد الميمون الذي بدأ يرمم الجسور ويعيد المياه إلى مجاريها السابقة، نأمل أن تستمرّ سياسة الاستقطاب والانفتاح نحو المسلمين سواء كانوا دولاً أو أقليات في دولهم وحمل همومهم والتفاعل مع قضاياهم العادلة، فهذا قدرنا وواجبنا، فنحن حماة الحرمين ومن قلب بلادنا كانت بعثة رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام وانبعاث رسالة الإسلام التي اكتسحت البراري والبحار حاملة مبادئها السامية إلى مشارق الأرض ومغاربها.

ومع ثقتنا بالفريق العامل مع خادم الحرمين وإدراكنا لخبراته الطويلة في هذا المجال، إلا أن واجب التذكير في أنَّ قنواتنا وهيئاتنا المهتمة بالعمل الإسلامي بحاجة إلى إعادة تأهيل في أغلبها، والقائمون على المراكز والمكاتب في الخارج يجب أن يكونوا على مستوى من الأهلية سواء في مستوى التعليم أو المؤهلات الشخصية وكيفية التعامل مع الآخرين من ذوي الثقافات المختلفة، ليمثلوا أخلاق البلد ويحققوا الآمال المنوطة بهم، مع تذليل العقوبات التي تعترض عمل هذه المراكز خاصة المالية، مع المتابعة والإشراف من جهة قادرة ولديها الآلية للقيام بهذه المهمة.

ويمكن أن أضرب مثالاً على التفريط في مراكز التي شيدناها وأسسناها على أحسن طراز وانطلقت في بذل خدماتها للجالية المسلمة والمجتمع المضيف لكنها الآن تتعرض للإهمال والعاملون فيها لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات اللهم إلا النزر اليسير، وهو ما يحصل الآن في مركز ملقا بإسبانيا الذي بني على نفقة الملك فهد رحمه الله بأحسن حلّة وأبهى طراز، ومثله مركز فوينخيرولا الذي بناه مجموعة من رجال الخير من بلادنا من أمثال: عبد العزيز الرفاعي وإبراهيم العنقري والميداني -رحمهم الله- وغيرهم، وكان افتتاحه على شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وكذلك مسجد الملك خالد -رحمه الله- في جزر الكنارياس الذي يعاني من مشاكل مالية، ومع صدور الأمر الملكي بتبني هذه المراكز والصرف عليها منذ أربع سنين إلا أن الأمر الكريم لم ينفذ حتى الآن. هذا في إسبانيا فقط بحكم خبرتي ومعرفتي بها.

حفظ الله أمننا وبلادنا من كل سوء وأدام عليها الأمن والإيمان.

Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
free download udemy paid course
download micromax firmware
Download WordPress Themes
download udemy paid course for free