كثر في الآونة الأخيرة لجوء البعض من الناس من السذج وضعيفي الإيمان وبخاصة النساء منهم إلى من يدعون علم الغيب كالسحرة والمشعوذين والعرافين عبر القنوات الفضائية، وقد فضّل الله الإنسان وحماه وحفظه، وجعل له من العدة ما يحميه من عدوه، فالإيمان بالله جنة، والذكر عدة، والاستعاذة به سلاح، فإذا أغفل الإنسان جنته وعدته وسلاحه فهو الملوم وحده.
إن الشيطان وحزبه لا يتسلطون إلا على الغافلين، أما الذاكرون لله فهم ناجون من الشر ودواعيه الخفية والظاهرة، ناجون من الوسواس الخناس الذي يضعف عن المواجهة،
ويخنس عند اللقاء، وينهزم أمام العياذ بالله.
إن الالتجاء إلى الله وحده، والاستعاذة واللياذة به، يفعم القلب بالقوة والثقة، ويحميه من الهزيمة.
ولا ريب فالسحر منكر وكفر، وهو من نواقض الإسلام ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ (سورة البقرة، آية 102)، وأن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، الإنسان فيها معرض للمصائب والفتن، وللفقر والمرض، والمكلف مأمور بتعاطي الأسباب الشرعية والمباحة، ممنوع من تعاطي الأسباب المحرمة، والأمور كلها بيد الله فهو الذي يشفي من يشاء، ويقدر الموت والمرض على من يشاء، فعلى المسلم الصبر والاحتساب، والتقيد بما أباح الله له من الأسباب، والحذر مما حرم الله عليه مع الإيمان بأن قدر الله نافذ، وأمره سبحانه لا راد له، والموت على التوحيد خير من الحياة على الشرك والكفر، وما عند الله خير وأبقى.
إن أنفع علاجات السحر، الأدوية الإلهية، فهي أدويته النافعة، والسحر من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية، ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، والقلب إذا كان ممتلئًا من الله مغمورًا بذكره، وله من الدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به، يطابق فيه قلبه لسانه كان سالمًا بإذن الله من إصابته بالسحر، والمسلم إذا استعاذ بالله فإنه يستعيذ بمن بيده القوة والنصرة، إنه نعم المولى ونعم النصير.
قد يرى أرباب السحر والشعوذة أن سحرهم يتم تأثيره في القلوب الضعيفة، والنفوس الشهوانية التي هي معلقة بالسفليات، ولهذا غالب تأثيره يكون على من ضعف حظه من الدين والتوكل على الله، وعلى من لا نصيب له من الأوراد الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية.
واعلم أن لا تأثير للسحر إلا بإذنه، كما قال سبحانه: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (سورة البقرة، آية 102).
وأن أنفع الرقى ما كان بالقرآن الكريم، ففي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام، فإنه النور والشفاء لما في الصدور، والدافع لكل محذور، وللمعوذتين أثر في إزالة السحر، والشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، فقوِّ أخي المسلم يقينك بالله في مواجهة الشكوك والشبهات والأساطير والخرافات، لتبدد سحب الأوهام، وتزيح ركام الخرافات والأباطيل، وإياك وولوج سرداب الكهنة والسير مع الوهم والخرافة، ولا يخدعنك الشيطان فيوهمك بأن كل لمة أو علة مرض هي سحر، فالمرء في هذه الحياة يعرض له المرض والهم. واتخذ رب المشارق والمغارب وكيلًا تلجأ إليه آناء الليل وأطراف النهار، واقتد بنبيك محمد ﷺ وبصحابته الكرام والصالحين من العباد في التوكل على الله وحده، والالتجاء إليه سبحانه، وطلب الشفاء منه، والاقتصار على ما أباحه من الأسباب، فذلك سبيل النجاة في الحياتين الآخرة والأولى.
وفيما يأتي بعض مخازي السحرة:
1) الكفر.
2) الكذب.
3) أكل مال الناس بالباطل.
4) الفساد في الأرض.
5) الزنا.
6) القتل وشرب الدماء البشرية.
7) السجود لإبليس.
8) إهانة الكتب السماوية.
9) التسلط على أرزاق وأموال الناس.
10) تقديم الخدمات لمن يدفع.