اتصل بنا
خصوصية الرعاية في الإسلام
27/07/2021

يعد المجتمع المسلم مجالًا لغرس الرحمة في النفوس وإشعار الناس عن طريق الكلمة الطيبة والعمل النافع والمساعدات الكريمة بجمال الإسلام وآثاره حتى يُحبوه ويأخذوا به أنفسهم عن اقتناع عقلي وشعور وجداني بأن الإسلام دين لا بديل له ولا مثيل.

ففي المجتمع زوج وزوجة إن أحسن كل منهما إلى صاحبه وعرف حقه عليه أظلتهما سعادة تملأ حياتهما بهجة وسرورًا واستقرارًا وعاد ذلك على الأبناء بخير ما يتمناه الإنسان لهم.

وفيه أبوان برهما وفاء، والإحسان إليهما إرضاء لله تعالى، وقيام ببعض الواجب نحوهما، وهو خير عبادة اجتماعية يحبها الله تعالى، ويجازي عليها خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

وفيه الأبناء الذين نبني منهم أمتنا وننشد فيهم عزتنا وسيادتنا، وكلما أحسنّا تربيتهم وعطفتهم على دين الله، وعلى حب الله وحب رسوله ، نشؤوا أطهارًا شرفاء عاملين لمجد أمتهم وعزتها ما تفخر به الأمة وتسمو به على غيرها من الأمم.

وفيه الجار القريب والجار الجنب، ولكل منهما حق الإحسان والإكرام، والثواب على ذلك يفوق كثيرًا من العبادات.

وفيه اليتيم والمسكين، والمحتاج والملهوف، والمريض والمصاب، والمعسر والمدين، ومن ناء بالبلاء كاهله، ومن عجز عن نفقة أهله وأولاده، ومن هي أرملة لا عائل لها، ومن مات أبوهم ويخشى عليهم من الضياع، ومن عجز عن إتمام تعليمه لفقد عائله… إلى آخر ما في مجتمعنا من أشجان وأحزان وآلام.

إنه إذا تحسس المسلم آلام الناس وأحزانهم، وتعرّف على مشكلاتهم واحتياجاتهم، ثم قام بدوره في تخفيف الآلام ولأم الجراح، وأذاب الأحزان، وأطعم الجائع، وساعد المصاب والمنكوب والمحتاج رجاء ما عند الله، فإنه بذلك يكون في خير عبادة، وخير عمل يرضي الله تعالى.

إن الكلمة الطيبة صدقة، وإن تبسمك في وجه أخيك صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، وإن إغاثة الملهوف عبادة، وإكرام اليتيم عبادة، وإزالة الأذى من طريق الناس عبادة، ورد السلام عبادة، وتشميت العاطس عبادة، وعيادة المريض عبادة، والمشاركة في الأفراح عبادة، والأحزان عبادة، وقد ثبت أن المرأة التي سقت كلبًا غفر الله لها مع أنها كانت بغيًّا فما بالك لو سقت إنسانًا؟ وثبت أن رجلًا دخل الجنة؟ لأنه أزال شجرة من طريق الناس، وأن آخر أدخلته صدقة الجنة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، كل ذلك رعاية يحيط بها الإسلام المسلم من جميع جوانبه، في علاقته بربه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بمن حوله من أب أو أم أو زوجة أو أولاد أو غيرهم، حتى من غير المسلم نجد الإسلام يرعى حقوق الذميين والمستأمنين في ديار الإسلام، إذًاالإسلام يدفع المسلمين على اختلاف مشاربهم إلى الرعاية العامة والخاصة، وما ذاك إلا لحرص الإسلام على الإنسان نفسه وماله من حقوق وواجبات… حتى الدولة بمضمونها ترعى هذا الجانب، لأن الدولة أساس تكوينها الفرد نفسه.

 

رابط المقال: خصوصية الرعاية في الإسلام (al-jazirah.com)

Premium WordPress Themes Download
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
free online course
download karbonn firmware
Download WordPress Themes Free
download udemy paid course for free